كيف تحقق أقصى استفادة من استشارتك؟
لقد حالفني الحظ إذ رأيت كثيرًا من العملاء الذين أعمل معهم يحرزون تقدمًا ملحوظًا في معالجة مشكلاتهم. أولئك الذين حققوا أكبر قدر من التقدم يشتركون في خصائص مميزة من حيث سلوكياتهم ومواقفهم، وقد دفعتني ملاحظتها ومساهمتها في نجاح المشورة إلى كتابة هذه المقالة. لذا، وبدون أي مقدمات، هذه بضع طرق لتحقيق أقصى استفادة من استشارتك:
- اعرف الأهداف التي تريد أن تحققها بالاستشارة
تتم الاستشارة على نحو أفضل إن حدّد العملاء أهدافهم بوضوح، لأن ذلك على الأرجح يساعد المستشار في وضع الاستراتيجيات المُعينة على تحقيق الأهداف. أما إن كانت الأهداف غامضة أو غير محددة، فستقل احتمالية التقدم.
- استعد لأداء بعض المهام أثناء الجلسات وفيما بينها
لا يختلف إحراز التقدم في الاستشارة عن إحرازه في أي مجال آخر من مجالات الحياة، كالعمل أو الرياضة أو غيرها من المساعي: سبيل التقدم هو السعي المتواصل لتعلم مهارات جديدة وتطبيقها.
- ركّز على الأهداف العملية
يبذل الرياضيون قصارى جهدهم بالتركيز على الأهداف العملية، وهي الإجراءات القابلة للتنفيذ، والتي تقع في نطاق قدرة الفرد وستؤدي على الأرجح إلى بلوغ قمة الأداء. أما الذين يركزون على النتائج -أو أهداف النتائج- لا يعملون بذات الكفاءة، لأن التركيز على النتائج النهائية يصرف انتباههم عن فعل ما يلزم لإتمام المهمة. بعبارة أخرى، ينبغي أن تركز على مباشرة العمل، بتعلم وتطبيق المهارات التي تمثل أهداف العملية، والتي يوصي مستشارك بالعمل عليها من أجل التقدم.
- ركز على ما يمكنك فعله -لا الآخرون- لمعالجة مشكلاتك
إن العملاء الذين يركزون على ما يمكنهم فعله لمعالجة مشكلاتهم يحرزون تقدمًا أكبر ممن يركزون على ما يفعله الآخرون، أو ما يجب أن يفعلوه. مشكلة التركيز على الآخرين هي صعوبة حدوث التغيير المطلوب لمعالجة مشكلاتك بمجرد مناقشة الأمر معهم، ما لم يكن الطرف الآخر حاضرًا في جلسة الاستشارة.
- ركّز على العمل وحل المشكلة بدلًا من التنفيس
قد يتحدث العملاء الذين يحققون أفضل تقدم في استشارتهم بنفس القدر أو أكثر ممن لا يحققون تقدمًا يُذكر. ومع ذلك، فنوع حديثهم يركز على العمل وتعلم المهارات وكيفية حل المشكلات، من أجل معالجة مشكلتهم بالتعاون مع المستشار. أما نوع الحديث الذي يشيع بين الذين يحرزون تقدمًا أقل فيمكن وصفه بأنه "تنفيس عن المشاعر". هذا يشمل قضاء وقت طويل في التعبير عن الأفكار السلبية المتكررة عن الذات أو الطرف الآخر أو المستقبل، مع قلة التركيز -أو عدمه- على العمل لمعالجة المشكلات.
- اجعل توقعاتك عن الاستشارة إيجابية وواقعية
لتوقعاتك دورٌ حاسم في قدر التقدم الذي ستحققه في استشارتك. فالتوقعات غير الواقعية أو السلبية بوجه عام تقلّل نسبة التقدم المُحرز. على سبيل المثال، إن توقع العميل أن المستشار سيحل مشكلاته بمجرد التحدث معه، وسيوصله إلى فهم عميق لها دون أي يبذل أي جهد في الجلسات أو فيما بينها، فسيُصاب بالإحباط عندما يجد أن هذا الفهم لم يتحقق أو أن مشكلاته لم تُحل. وعلى الطرف الآخر، العميل الذي يدخل الاستشارة بنظرة تشاؤمية حيث يرى أن التقدم غير ممكن لأنه جرّب بالفعل كل الأساليب ولم يُجد أي منها نفعًا؛ سيحقق تقدمًا ضئيلًا بسبب تأثير توقعاته السلبية على سلوكه.
- حدّد مشكلاتك
يتميز العملاء الذين يحققون أكبر قدر من التقدم في الاستشارات بالانفتاح على استراتيجية التعامل مع مشكلاتهم بطريقة محددة. هذا يشمل التعاون مع مستشاريهم لتحديد العناصر الفردية المساهمة في منحتهم، ثم العمل على معالجتها. يؤدي هذا النهج المحدد عادةً إلى أفضل نتيجة في معالجة المشكلات الفردية، حيث توظَّف استراتيجيات محددة، كتغيير أنماط التفكير والسلوك.
- استفِد من الأشخاص في شبكتك الداعمة
العملاء الذي يُشركون أفرادًا داعمين في استشارتهم من المرجح أن يحققوا تقدمًا أكبر ممن لا يطلب العون من أحد. ورغم إمكانية إحراز تقدم ممتاز دون إشراك الآخرين، إلا أنّ وجود الدعم يسهّل الأمر كثيرًا. على سبيل المثال، ذكر أهدافك لمَن تثق بهم ودعوتهم لمحاسبتك سيزيد احتمالية بقائك على المسار الصحيح في متابعة أهدافك.
المصدر:
drpatrickkeelan
البحث
doSearch('q',e.target.value)" value="" type="search" placeholder="البحث..">التصنيفات
مقالات مشابهة
كيف تختار المستشار المناسب لك؟
قد يكون العثور على أفضل مستشار لك أمرًا صعبًا، سواء كانت لك تجربة سابقة وتبحث ...
كيف تعزز الاستشارات رفاهيتك؟
لقد أصبح الضغط جزءً من حياتنا اليومية لا مفر منه في هذا العالم سريع الخطى. ...
دور الاستشارات في التعامل مع التغيرات الحياتية
يجتاز بعض الناس التغيرات الحياتية الكبرى بسلاسة دون أي مشاعر سلبية، بينما يجد غيرهم صعوبة ...